منذ أن بزغت شمس الهداية ببعثة محمد صلوات الله وسلامه عليه استضاءت الإنسانية بأضواء الرسالة التي تبدد ظلمات الجهل وتستأصل ضالات الجاهلية؛ وقد جمعت الشريعة لأتباعها بين مصالح الدين ومنافع الدنيا؛ وفوائد الحاضر وغنائم المستقبل؛ وكل ذلك من مظاهر رحمة هذه الشريعة ( وَمَا أرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمةً لِّلْعَالَمِنَ) الأنبياء ١٠٧

وما لامست رحمة الله شغاف القلوب حتى فجرتها أنهارا شفقة وعطفا على الإنسانية في مختلف حقبها؛ ثم امتدت إلى الأيادي فرفعت بها لبنات الخير لعمارة البلاد بما فيه صلاح العباد ؛ وللصدقات بمختلف صورها ثواب عظيم وأجر عميم؛ فهي تربو على المقاييس البشرية؛ قال سبحانه وتعالى: "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" والمضاعفة الربانية تزيد على الأضعاف المنصوصة؛ فيا ربي لك الحمد كما ينبغي لجال وجهك وعظيم سلطانك.

وهي تجارة ربانية تجمع بين الربح العاجل والآجل؛ فالله تعالى يقول: "وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" فالإنسان بين دعوتين وداعيين ووعدين؛ وقد بينهما ربي في قوله: "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" ؛ فلا ينال الغنيمة المرجوة إلا من قطع حبال وساوس الشيطان بسيف اليقين بوعد اللَّه.

وقد كان الوقف -وهو حبس عين وتسبيل منفعتها- أحد مظاهر تلك الرحمة؛ حتى يتدفق سلسبيل مائها ليروي عطشى المجتمع ويسقي زرع الخير فيه مدة من الزمن، وللوقف رسالة عظيمة تحقق غايات تهفو إليها النفوس وتشرئب إليها الأعناق، وتحقق غايات الشريعة العظمى من حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وهي من الصدقة الجارية التي قال فيها صفوة الخلق صلاة الله وسلامه عليه في حديث أبي هريرة: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثاث: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له

الَأوْقَافُ فِي عُمَان

وقد ازدهرت الأوقاف في الصدر الأول فتسابقوا في مضمار الخير حتى قال جابر رضوان الله عليه: لا أعلم أحدًا كان له مال من المهاجرين والأنصار إلا حبس من ماله صدقة مؤبدة »، وتعددت مجالات أوقافهم، وهي معبرة عن نظرة حصيفة للواقع والمتوقع.

وعمَّ خير الأوقاف أرجاء المعمورة وأخذت عمان نصيبا وافرا بحمد الله تعالى؛ فانتشرت الأوقاف من القرن الأول الهجري من أوقاف الصحابي الجليل مازن بن غضوبة رضوان الله عليه مفتاح الهداية الأولى لأهل عمان وما زال عطاؤه مستمرا بحمد الله، ومن أشهر الأوقاف وقف الإمام الوارث بن كعب رضوان الله عليه التي تتدفق خيراته لمصارفه إلى اليوم.

وتنوعت مجالات الأوقاف فشملت ما لا يخطر على بال؛ فخصصت عصي العميان بأوقاف وأفردت فطرة الحرم المبارك مع بُعد الشقة في الزمن الغابر بنصيب منها، وقل مثل ذلك في عاج جملة من الأمراض؛ بل شمل خير الأوقاف الحيوان الأعجم، ولم يكد يخلو مجال من المجالات العامة إلا خص بوقف.

" مَّن ذَا الَّذي يُقْرِضُ الَّلَه قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَه أضْعَافًا كَثِيرَةً وَالَّلُه يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيهِ تُرْجَعُونَ "

تم وضع اللبنة الأولى لهذه المؤسسة المباركة بتيسير الله وتوفيقه ، وهي تعمل في خطى حثيثة للوصول إلى الغايات التي من أجلها وجدت، ولذا فأبوابها مشرعة لكل من يحب أن يشترك في الوقف لينال من خيره في الدارين بإذن الله.

لكي تكون شريكا في مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية يمكنك التواصل على :

الهاتف

+968 9781 1525

الموقع الإلكتروني:

www.jabirfoundation.om

البريد الإلكتروني:

info@jabirfoundation.om

مواقع التواصل الإجتماعي