سميت المؤسسة باسم الإمام التابعي الكبير جابر بن زيد رضوان الله عليه اعترافا بالفضل لأهله وبالجميل لأصحابه؛ كيف لا، وهو بحر الفضائل ومحيط العلوم؛ وقد شهد له صحابة النبي صلوات الله وسلامه عليه بعلو الكعب في المعارف والعلوم؛ فقال عنه شيخه ابن عباس رضي الله عنه: «لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علما عما في كتاب الله »، وقال جابر بن عبدالله رضي الله عنه لأهل البصرة: «كيف تسألونا وفيكم أبو الشعثاء »، كما شهد له غيرهما من الصحابة الكرام رضي الله عنهم بالإضافة إلى شهادة أقرانه وتلاميذه، ومن شهد له الصحابة فهو حسبه. وهو من أساطين أهل العلم الذين أخذت الأمة دينها منهم؛ فلم يقتصر عطاؤه على مدرسة واحدة؛ وإنما أخذت منه معظم المدارس الإسلامية، ونقل عنه أئمة الفقه والتفسير؛ وروى عنه أئمة الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود وابن ماجه والنسائي وأحمد والدارمي والحاكم والشافعي والبيهقي وغيرهم كثير.

ومن أوسع الأوعية العلمية التي نقلت عنه تلميذاه الباران أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي؛ الذي حفظ لنا مقدارا نفيسا من رواياته الحديثية. وضمام بن السائب الذي هضم مقدارا وافرا من فتاواه الفقهية؛ وقد حفظ عنهما هذه الروايات الإمام الربيع بن حبيب رضوان الله عليهم أجمعين، وسار المذهب الإباضي على المعالم التي خطها هذا الإمام؛ فهو الذي وضع معالم الاجتهاد في المذهب، قال عنه البدر الشماخي: «بحر العلم وسراج الدين أصل المذهب وأسّه الذي قامت عليه آطامه .» وقد أمل سماحة الشيخ أن تؤدي المؤسسة رسالتها وتحقق غايتها دنيا وآخرة؛ ورجا أن يتعاون معها أهل الخير والصلاح من أجل تحقيق الأهداف المرسومة والغايات المنشودة امتثالا لقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلى الْبر وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة ٢